صفعة المحمدية للواف: هل سقط “الواف” نفسيًا قبل تكتيكيًا في فخ أسوأ انطلاقة منذ 10 سنوات؟

انهزم فريق الوداد الرياضي الفاسي بعقر داره و أمام جماهيره بنتيجة هدف دون رد أمام نادي شباب المحمدية برسم الجولة الرابعة من البطولة الوطنية الإحترافية لأندية القسم الثاني.
و بهذه الهزيمة الثالثة على التوالي يكون نادي “الواف” يواجه حالياً منعطفاً حرجاً وتدهوراً ملحوظاً في مسيرته الرياضية، مسجلاً أسوأ انطلاقة له على الإطلاق منذ عقد من الزمن. لقد كشفت مواجهة شباب المحمدية ، التي يمكن وصفها فنياً بأنها الأضعف مقارنة بسابقاتها، عن أبعاد الأزمة المتجذرة التي تضرب النادي على مستويي الأداء والنتائج.
و​لم تقتصر الإشكالية على مستوى اللياقة والفعالية الفردية، بل امتدت لتطال القرارات الفنية الحاسمة،و كان اعتماد التشكيلة 4-4-2 بمثابة مجازفة تكتيكية غير محسوبة العواقب.
هذا الخطأ الجسيم أدى إلى إضعاف البنية الدفاعية والهجومية للفريق، ومنح الخصم، نادي شباب المحمدية، أفضلية معنوية وتكتيكية استغلها ببراعة.
ورغم حضور المدرب الجديد للواف “اللويسي” في دكة الاحتياط، غابت تلك الشرارة التحفيزية التي تشعل ديناميكية الفريق، مما عمّق الإحساس بالوهن.
​هذا الانحدار الفني يتواصل في سيناريو أقرب إلى الدراما المأساوية، حيث بات الفريق يعاني من تآكل في ميزته التنافسية.
​و ​تأتي الهزيمة المرة أمام نادي شباب المحمدية لتكشف عن مفارقة صارخة، فالفريق الخصم، الذي يعاني من ضائقة مالية حادة ويواجه صعوبات في تسيير مصاريف التنقل، لم يتسلم لاعبوه أي مستحقات مالية منذ انطلاق البطولة.
​ومع ذلك، أثبت لاعبوه أن الروح والعزيمة القتالية المعروفة “بالگرينتا” في المصطلح الكروي، تتفوق على الإمكانيات المادية، وكانت هذه الروح غائبة بشكل لافت لدى أغلبية لاعبي “الواف”، بينما تجلت واضحة في صفوف الخصم. هذا الغياب للروح القتالية يكشف عن أزمة نفسية عميقة يعيشوها لاعبي الوداد الفاسي تتجاوز حدود الملعب.
و ​في خضم هذا المشهد القاتم، كانت هناك إشارات فردية تُنذر بالخير، حيث أظهر اللاعبان الوهاج و العلوم مستوى من الشجاعة والإصرار في القتال على كل كرة، ليثبتا أنهما يمتلكان الروح الغائبة عن بقية التشكيلة الرسمية .
​
و الجدير بالذكر أن “الواف” يعاني من اضطراب هيكلي يتطلب تدخلاً فورياً لإعادة بناء الثقة والفعالية التكتيكية، قبل أن يتحول الانحدار إلى انهيار تام يهدد مكانة النادي ضمن أقسام الإحتراف.