الديربي البيضاوي يشتعل مبكراً… صراع كسر العقدة في الجولة الخامسة
الأسود : ريفي مفيد محمد

يستعد مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، مساء يوم غد الأربعاء، لاحتضان الفصل الجديد من ملحمة “الديربي البيضاوي” النارية، الذي يجمع قطبي العاصمة الاقتصادية، الوداد الرياضي و الرجاء الرياضي، وذلك في قمة مؤجلة عن الجولة الخامسة من منافسات البطولة الوطنية الاحترافية.
و خلافاً لما دأبت عليه العصبة الوطنية الاحترافية في السنوات الأخيرة، حيث غالباً ما يتم برمجة هذا اللقاء الجماهيري الكبير في منتصف مرحلة الذهاب وتحديداً في الجولة العاشرة، يأتي ديربي هذا الموسم في توقيت مبكر جداً.
وهذا التقديم المفاجئ يجعل من حسابات المباراة أكثر انفتاحاً وأقل ارتهاناً لنتائج الفرق في المراحل الأخيرة من البطولة، ولكنه لا ينتقص أبداً من الأهمية المعنوية والنقاط الثلاث الثمينة التي يسعى كل فريق لاقتناصها، نظراً للصبغة الخاصة التي يكتسيها هذا العرس الكروي لدى الجمهور البيضاوي خاصة و المغربي عامة.
و يدخل فريق الرجاء الرياضي هذه المواجهة وهو يتمتع بقة كبيرة مستمدة من سجله الأخير أمام غريمه التقليدي.
فمنذ شهر أكتوبر من عام 2022، لم يتلقّ “النسور الخضر” أي هزيمة أمام الوداد، حيث حافظوا على تفوقهم أو تعادلهم في ستة ديربيات متتالية أجريت في تلك الفترة. هذه السلسلة الناجحة تمثل حافزاً هائلاً للاعبي الرجاء لتمديد فترة التفوق النفسي والرياضي، وتعزيز مركزهم في سباق البطولة.
و على الجانب الآخر، يسعى فريق الوداد الرياضي، حامل الرقم القياسي في الألقاب المحلية، بكل قوة لكسر هذه “العقدة” الجديدة التي بدأت تلازمه أمام الرجاء. و يذكر أن التاريخ الحديث للديربيات لم يشهد أن فشل “القلعة الحمراء” في تحقيق الفوز على الرجاء في سبع مباريات متتالية. هذا الواقع يضع الفريق أمام تحدٍ مزدوج: الفوز لإنهاء سلسلة اللا هزيمة للرجاء، وتأكيد الريادة التاريخية للنادي على مستوى الديربي، والحيلولة دون تسجيل سابقة سلبية جديدة في سجل المواجهات.
هذا ما يجعل المباراة المرتقبة بين الوداد والرجاء هي أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها صراع حول التفوق المعنوي، وتأكيد الهوية، وكسر الأرقام السلبية والإيجابية.
إن توقيت الديربي المبكر لا يقلل من سخونته المعتادة، بل يزيد من ترقب الجماهير التي تنتظر من فريقيها تقديم مستوى يليق بسمعة هذه القمة الكروية الإفريقية والعربية.
 
				 
					 
					



