قراصنة سان تروبيه يظفرون بصدارة جولة لونجين العالمية للأبطال بالرباط

تعيش العاصمة المغربية الرباط على إيقاع الفروسية العالمية من أعلى مستوى، مع انطلاق المرحلة الخامسة عشرة من جولة لونجين العالمية للأبطال (Longines Global Champions Tour)، التي تحتضنها المدينة ما بين 17 و19 أكتوبر الجاري، بمشاركة نخبة من أبرز فرسان العالم الذين أمتعوا الجمهور بعروض تجمع بين الدقة، القوة، والمهارة العالية.

وشهد اليوم الافتتاحي منافسة قوية ضمن عصبة الأبطال العالمية (GCL)، حيث تألق فريق قراصنة سان تروبيه (St Tropez Pirates) ليخطف المرتبة الأولى في سباق حماسي حبس الأنفاس حتى الجولة الأخيرة. وجاء هذا التتويج بعد أداء مثالي من الثنائي المكون من البلجيكي تيبو فيليبارتس، البالغ من العمر 23 عاماً، والفرنسي فيليب روزييه (Philippe Rozier)، اللذين نجحا في المزج بين حماس الشباب وخبرة الكبار لقيادة الفريق نحو الفوز الأول له هذا الموسم.

وقد كان تيبو فيليبارتس نجم اليوم دون منازع، بعد أن أنهى جولته خالياً من الأخطاء على صهوة جواده لياندرو إم بي دي (Lyandro MBD)، مانحاً فريقه نقاطاً حاسمة مكّنته من اعتلاء منصة التتويج. أما الفارس المخضرم فيليب روزييه، فقد عبّر عن سعادته بهذا الانتصار، واصفاً التجربة بـ “المذهلة”، ومشيراً إلى أنها تمثل ختاماً مثالياً لمشواره ضمن مسابقات CSI 5*.

وحلّ في المركز الثاني فريق مجالدو روما (Rome Gladiators)، بقيادة السويدي بيدير فريدريكسون والإيطالي إيمانويل غاوديانو، بعد أداء قوي تميز بالثبات والدقة، فيما جاء في المركز الثالث فريق محاربو إسطنبول (Istanbul Warriors)، الذي مثله كل من سيمون ديليستر وحسن سنتورك.

وتُعد محطة الرباط مرحلة حاسمة واستراتيجية ضمن روزنامة جولة لونجين، كونها ما قبل الأخيرة قبل نهائي الرياض ونهائيات عصبة الأبطال العالمية المقررة في براغ. وتقام المنافسات على فضاء يمتد على 5.5 هكتارات صُمم خصيصاً لهذا الحدث في قلب العاصمة، في موقع استثنائي يجمع بين صومعة حسان والمسرح الكبير للرباط وبرج محمد السادس، ما منح المشهد الرياضي بُعداً جمالياً وثقافياً فريداً.

ويعكس تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير مكانة المغرب المتقدمة في ميدان الفروسية، إذ يجسد أصالة التقاليد المغربية المرتبطة بالفرس والفارس، من فن التبوريدة إلى تربية السلالات الأصيلة كالحصان البربري والعربي البربري. كما تأتي محطة الرباط لعام 2025 امتداداً لنجاح النسخة السابقة التي نُظمت في إطار العام الثقافي قطر – المغرب 2024، ما يعزز العلاقات الثقافية والرياضية بين البلدين، ويكرّس صورة المغرب كـ وجهة عالمية للفروسية وفضاء يجمع بين التراث والرقي الرياضي.

بهذا الفوز، يواصل فريق قراصنة سان تروبيه كتابة فصول جديدة من تألقه في سماء القفز على الحواجز، فيما تؤكد الرباط مجدداً مكانتها كعاصمة للفروسية العالمية، ومركز للتميز الرياضي ذي البعد الدولي.