المنتخب الوطني المغربي يبصم على مشاركة استثنائية في الأولمبياد و يحصد أول ميدالية في تاريخه
الأسود - أمين الشافعي
أسدل الستار على المشاركة المغربية في منافسات كرة القدم صنف الرجال للألعاب الأولمبية، بتتويج مستحق للأسود بالميدالية البرونزية، هي الأولى في تاريخهم، و ذلك بعد فوز ساحق أمام المنتخب المصري بسداسية نظيفة، سيحفظها التاريخ جيداً.
فبعد خيبات متتالية للمنتخب المغربي في النسخ الماضية، تمثلت في 7 مشاركات على مدار التاريخ، 6 منها لم يعرف فيها طعم الوصول إلى الدور الثاني، آخرها كان في لندن سنة 2012، كانت الجماهير المغربية مضطرة للإنتظار إلى أن أتى جيل عبد الصمد الزلزولي، بلال الخنوس، إلياس أخوماش، سفيان رحيمي و آخرون، و بقيادة العقل المدبر طارق السكيتيوي، جيل أبى أن يحذو حذوه و يغير الواقع المخيب إلى صورة بطل أولمبي، كيف لا و المنتخب المغربي كان على عتبة من الوصول إلى المباراة النهائية في هذه الدورة، إلا أن بعض التفاصيل الصغيرة خلال مواجهة منتخب إسبانيا أبعدته عن تحقيق هذا الحلم الكبير، ليصب تركيزه على برونزية لن تقل أهمية عن فضية، أو حتى ذهبية.
بدأ أسود الأطلس مشوارهم خلال هذه الدورة من ملعب “جوفروي غيشارد” بمدينة سانت ايتيان، حينما واجه منتخب الأرجنتين، في مباراة شهدت حدثا تاريخيا لم يسبق له مثيل، فاز فيها رجال السكيتيوي بعد توقيف اللقاء لقرابة الساعتين، ثم استئنافه، لينصف “الفار” المغاربة و يمنحهم فوزا غاليا، أعطاهم شحنة قوية للذهاب بعيدا في هذه المسابقة. بعدها جاءت الصفعة من المنتخب الأوكراني، الذي فاز على المغرب بهدفين لواحد، في مباراة لم يترك فيها الأسود شيئا لم يفعلوه للتسجيل، إلا أن الكرة عاندتهم إلى آخر لحظات اللقاء، خسارة جعلت الناخب الوطني يعيد ترتيب أوراقه، و يعد العدة للمنتخب العراقي في الجولة الثالثة، و الذي أصلح فيها ما يمكن إصلاحه و فاز عليه بثلاثية نظيفة، ليتأهل المغرب إلى الدور الثاني من الألعاب الأولمبية، للمرة الأولى منذ عام 1972.
في ربع النهائي، كان الموعد مع الولايات المتحدة الأمريكية، و على ملعب حديقة الأمراء تمكن حكيمي و أصدقاؤه من دك شباك الأمريكيين برباعية نظيفة، مؤكدين للجميع أن لا صوت يعلو فوق صوت زئير الأسود، تأهل ضمن به المغرب بطاقة العبور إلى المربع الذهبي للمرة الأولى، لمواجهة أحد أقوى منتخبات العالم، الحديث هنا عن منتخب “لاروخا”، و الذي درس جيداً المنتخب المغربي و عرف كيف يحقق الانتصار عليه، ليتبخر بذلك حلم معانقة الذهب الأولمبي.
و اختتم المنتخب الوطني مروره في الأولمبياد، بتحقيق أول ميدالية أولمبية في تاريخه بالمسابقة، بعدما نجح في اكتساح شقيقه المصري بسداسية تاريخية، استعرض فيها المغرب عضلاته و دخل التاريخ من أوسع أبوابه، إذ بات أول منتخب عربي يحقق ميدالية في الألعاب الأولمبية، و ثالث منتخب إفريقي يصعد على منصة التتويج.